العاشرة مساء الخميس قيادة الوطني تلتقي حول اتفاق أديس.
٭ وفي الرابعة صباح الجمعة يرفضونه بالإجماع.
٭ والرابعة من الصباح ذاته البشير يهبط الخرطوم.
٭ وفي الخامسة البشير يرفض الاتفاق.
٭ في السادسة السيد علي عثمان في بيته وبالجلباب يرفض الاتفاق.. ونافع وسيد الخطيب ومختار وعلي حامد صامتون.
٭ وأحدهم حين يتساءل عن
: كيف نعلن رفض الاتفاق؟
يجيبه آخر:
ليقول:
اطمئن.. عرمان سوف يكفيكم المؤونة
٭ والآخر هذا = الذي هو طبيب يحمل خبرة بعلم النفس = كان يشير إلى الجملة الشهيرة التي تقول
: أخطر حالات الغباء تكون حين يشرع الغبي في استخدام عقله لخداع الناس.
٭ وصباح السبت كان عرمان يستخدم عقله بكثافة لخداع الناس.
٭ وعن الاتفاق وقيام حزب لعرمان في الشمال عرمان يقول للصحف
: عدم الاتفاق كان يعني حرباً شاملة..
٭ وقراء الصحف يتساءلون عن
: ما دام عرمان لا صلة لحزبه بالحركة الشعبية .. ما هو = إذن = الجيش الذي يقوم بهذه الحرب؟؟
٭ بعدها عرمان يعلن أن
: الاتفاق لا صلة له بالحركة.. وإن جيش الحركة وجيش الشمال سوف نصنع منهما جيشاً جديداً.
٭ والقارئ يجد أن الحديث يعني انفراد جيش الحركة بالجنوب .. واشتراك جيش الحركة في الشمال.. وإلى درجة صناعة جيش جديد و..
٭ .. ومدفعية عقل عرمان الثقيلة تعمل وإلى درجة أن الاتفاق يلغى بكامله.
٭ واليوم الثلاثاء يتجه إلى هناك وفد جديد يحمل شروطاً لها كل مواصفات «الحديد المحمي» و..
٭ ومجموعة منها زمراوي وابن إدريس تذهب بأسنان معضوضة.
(2)
٭ ولولا ذكاء عرمان لكانت الحركة الشعبية قد سجلت مكسباً جديداً في حرب الخداع التي لا تنتهي.
٭ حرب الخداع التي هى الآن .. كل شيء.
٭ وأحدهم في رواية نتابعها أمس كان يقول لصاحبه
: انظر حولك.. فإن عجزت أن تعرف من هو المخدوع.. فالمخدوع إذن هو أنت.
٭.. وأمس كان أطور يحدثنا عن كيف أنه رفض أن يبتلع خدعة أولاد أبيي قال
: أولاد أبيي كانوا ينتظرون منا أن نهاجم جوبا أيام الاحتفالات هذه.. الهجوم الذي ينضج مخططهم هم.. بينما يظل أولاد أبيي = الذين لا جيش لهم = جالسين في غرفة الطعام.
٭ وسلفا كير الذي خدع السلطان إسماعيل وبواسطته خدع «ياو ياو» يدعو الآن جيش ياو ياو للحضور إلى جوبا بحجة حمايته = حماية سلفا = وذلك حتى يقوم باعتقالهم.. و...
٭ ولما كان الخداع هذا يمضي في جوبا كانت القوات المسلحة في جنوب كادقلي تستدرج قوات الحركة هناك إلى كمين رائع.
٭ والجيش كانت استخباراته تجد أن جيش الحركة الشعبية يستقبل نوعاً «حديثاً» من الدبابات.
٭ والجيش كان لا بد له من معرفة خواص الدبابة هذه.
٭ والجيش يجعل بعض «الناس» هناك يقودون هجوماً جنوبياً ضد الجيش.
٭ ثم يتركون عدداً من الدبابات الحديثة هذه..
٭ .. وبعد أسر دبابتين بعضهم يقترح إرسال إحدى الدبابتين هاتين هدية إلى موسفيني = الذي يحل عيد ميلاده هذه الأيام = وذلك حتى يعيد الدبابة هذه إلى «عشها»!!
(3)
٭.. ومهرجان الخداع يشتعل في الأيام القادمة..
فالجنرال أطور يحدثنا ليقول
: على جوبا أن تنتظر المفاجآت
٭.. والمورلي الذين .. يطحنهم النوير يحدثوننا ليقولوا
: على النوير أن ينتظروا المفاجآت.
٭ وربيكا وأولاد قرنق الذين = يجزمون أن سلفا كير لن يرفع علم الجنوب يقولون إنه
: على سلفا أن ينتظر مفاجآت.
٭ وكل شيء يحتدم بعنف الآن في و«حول» السودان لأن كل أحد يشعر أن المعركة تصل الآن إلى نهاياتها.
٭ والشعور هذا كان هو ما يجعل نافع والآخرين في الوفد يقولون
: الحركة الشعبية وعشر دول من خلفها عجزت عن هزيمة الشمال.. ماذا يستطيع عرمان منفرداً أن يفعل.. أعطوه.. وبعد أسبوعين يموت بالجفاف الاجتماعي..
٭ والشعور بالنهايات من هناك كان هو ما يجعل عقار والحلو وفي مؤتمرهم الصحفي يطلقان التهديد بالحرب.
٭.. والشعور ذاته = الشعور بأن كل شيء انتهى وإلى درجة أن زمان «التحسب» ينتهي، كان شعوراً يجعل لجنة صغيرة من كبار القانونيين تلتقي الآن لتعد مشروع اتهام لعقار.. بالتهديد وإعلان الحرب ضد الدولة..
٭ وفئة ثالثة من الوطني تقول
: لا مفاوضات جديدة .. لماذا نتفاوض؟ .. ومع من؟؟
٭ الشعور بالنهايات يستغني حتى عن المخادعة..
٭ ٭
٭ ولعشرين سنة نقرأ ما يكتبه الناس عن الإنقاذ وأيامها الأولى.
٭ وتدهشنا قوة الخيال .. وكذب ما يكتبون.
٭ ونشرع الآن في كتابة ما حدث في تلك الليلة والليلة الأخرى التي سبقتها.
٭ بداية من غلاف من النايلون تحت حوض الحمام في منزل فتحي أحمد علي القائد يومئذٍ والذي يودع في الغلاف مخططه لانقلابه.
٭ ونغطي بعض الأسماء وبعض الأحداث لأنها لا تقال فنحن في نهاية الأمر سودانيون..
٭ ونحدث بكل ما يمكن أن يقال.
٭٭٭
بريد
أستاذ إسحق، رمضان يقترب.. والناس يمسكون عن الإنفاق لأنه أصبح من الصعب على الناس تمييز المحتاجين حقاً.
٭ لكن بعض المساجين = بالديون = شهد القضاء ذاته لهم.
٭ ومبالغ من مائة جنيه .. مئتين.. تدفعها بيدك تطلق مسجوناً ليشهد رمضان مع أهله.. امرأة الشهر الماضي وبأربعة عشر ألفاً أخرجت أربعين..
التوقيع (ع)
٭ أستاذ (ع)
٭.. وفي المستشفى كنا نجالس بعض الإداريين.. وبعضهم يدخل ويودع قبضة من المال.. ويذهب والرجل يشير إلى القادم ليقول
: هذا رجل يأتي كل حين.. يودع مبالغ صغيرة عندنا.. لإكمال روشتة مريض.. أو إفطار مرافق.. أو حق السفر لمريض شفي.