وزارة الســـدود.. نصـب كمــين فـي الدمــازين !!

لعل ولاية النيل الأزرق باتت ترتبط إلى حد كبير بلفظة الكمين في أعقاب المحاولة اليائسة التي حاول من خلالها والي الولاية مالك عقار تغيير مسارات زيارة سابقة لنائب الرئيس علي عثمان محمد طه إلى الولاية وإفراغها من محتواها اصطدمت بفطنة طه وسبقه بتحويل ذات العقار ندوة نظمها الاتحاد العام للطلاب السودانيين بجامعة النيل الأزرق من مضمونها إلى الحديث عن العروبة والإفريقانية غطت على فعاليات الندوة.. ولكن انقلب الحال من جانب وزارة الكهرباء والسدود وهي تحتفل في الولاية باكتمال المرحلة الأولى من مشروع تعلية سد الروصيرص التي تمثل أكثر من 50% من المشروع الذي سيكتمل في مايو 2012م، فبالرغم من غياب مالك عقار رغم أنه مدرج ضمن المتحدثين في الاحتفالية وحضور وزير الثقافة والسياحة «قيادي بالحركة» وانسحابه لاحقاً «متعودة دايماً» فوّت المسؤولون بالسدود الفرصة على الحركة ولم يشعروا الحضور الذي شهد الاحتفال على مقربة من السد كأن شيئاً ما قد حدث حتى أن وزير الدولة بالسدود المهندس محمد حسن الحضري علّق لي وباقتضاب على مسلك الحركة الذي استهجنه، وقال: «معهم أو بدونهم مسيرة التنمية ماضية» وهو الاتجاه الذي ذهب إليه الوزير الأول بالوزارة أسامة عبد الله تحقق الحلم الثاني بعد سد مروي، وفي الطريق تحقيق الحلم الثالث بإنشاء سدي أعالي عطبرة وستيت اللذين زرناهما عقب نهاية الاحتفال ووجدنا العمل فيهما يمضي بخطوات متسارعة.
وزارة السدود خبرت الحركة الشعبية جيدًا خاصة وأن الوزيرين أسامة والحضري من المجاهدين ولذلك كان عملهما في التعلية والاحتفال بذلك بياناً بالعمل و«الرمي لقدام» فقد أغرقا حكومة الولاية وحبسا أنفاسها وكل ما من شأنه ذو علاقة بالاحتفال كان بعيدًا عن أيدي مالك عقار بدءًا من البصات التي أقلت الوفود من مطار الدمازين التي تقدمها وفد رفيع ضم عدداً من الوزراء «العدل، الإعلام، الاتصالات، رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان بالإضافة لأسامة والحضري» حيث كانت البصات تتبع للسدود وكذا رتل السيارات والخيمة التي نصبت قبالة السد وبعدها تناول الجميع وجبة الإفطار باستراحة ضخمة وفخمة تتبع للسدود كانت كل الترتيبات دقيقة وتنم عن تنظيم محكم، أكدت أن الجميع هدفه التنمية وليس التشاكس، ولذلك أرسل أسامة في كلمته رسالة كان واضحاً أن المقصود بها الحركة الشعبية التي أرغمت حتى معتمد قيسان «مؤتمر وطني» على عدم إكمال برنامج زيارة الوفد، إذ غاب بعد انتهاء الحفل وخالف البروتوكول فلم يرافق الوفد الضخم إلى مكان الإفطار ووداعه في المطار، وكنت قد هاتفته وتعلل بمشغولياته ولم أشأ أن أحرجه بالسؤال عن المشغوليات التي تمنعه من الوقوف بجانب وفد ضخم يزور محليته ويضم ستة وزراء من المركز !! المهم كان فحوى رسالة أسامة بدعوته إلى ترك «المماحكات» السياسية والتنافس على التنمية والتركيز على الإنجازات التي تعود بالفائدة على حياة المواطنين ومستقبلهم.. وبالقطع وصلت رسالة السدود التي طوت صفحة من صفحات الحلم الثاني والانتقال إلى المحطة الثالثة بولاية القضارف وفي المطار الجديد الذي دار حوله جدل كثيف استقطعت له مساحة من غابة الفيل كان الوالي كرم الله وعدد من أعضاء حكومته في استقبال الوفود التي وصلت لتقف على سير أعمال السدين اللذين باتا واقعاً لولايتي القضارف وكسلا.. ومهما يكن من أمر فإن وزير العدل كان قد دعا المواطنين للصبر على مشاريع التنمية الكبرى ولعل الدعوة للصبر يجب أن تشمل أيضاً أفعال والي النيل الأزرق مالك عقار ولكن ليس معروفاً إلى متى؟ حتى الأقل إلى حين يقف الرجل عن فكرة تقفّي أثر الحركة الشعبية، بيد أن المهم في الأمر أنه وبمثل ما طعن أسامة عبد الله في الفيل وليس ظله بشأن غابة الفيل فقد طعن في فيل آخر!!
مرات القراءة: 1959 - التعليقات: [flash]وزارة الســـدود.. نصـب كمــين فـي الدمــازين !![/flash]