البعد الاستراتيجي للوجودالاسرائلي فى جنوب السودان

يبدو أن وشائج القربى والتواصل الآيدلوجي والسياسي بين إسرائيل ودولة جنوب السودان ضاربة في أعماق القدم يؤازرها خط فلسفي عميق تبناه القادة الجنوبيون منذ أن انبثقت دعاوى الانفصال والدولة المستقلة وسط المستنيرين الجنوبيين الذين رأوا فى العروبة والإسلام الخطر الذي يهدد كيانهم وكرامتهم البشرية ويجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية لدى الشماليين، ويقول تقرير نشرتة وكالة جنوب السودان للأنباء إن شعب جنوب السودان لا يتعاطف مع الفلسطينيين بل يرونهم عربًا يحتلون أرض الميعاد التي هي أصلاً أرض اليهود وبذلك فهم يشبهون العرب في شمال السودان الذين استولوا على أرض الأجداد، وعلى الرغم من أن حكومة السودان كانت ولا تزال في حالة حرب مع إسرائيل منذ تأسيسها فى العام 1948 إلا أن جنوب السودان تربطه صداقة ذات جذور دينية وعسكرية قوية مع إسرائيل ترجع إلى فترة تأسيس حركة «أنيانيا ون» تحت قيادة الجنرال جوزيف لاغو إذ ظلت إسرائيل السند الحقيقي للمتمردين بالجنوب طيلة الفترة من 1955 إلى 1972وكانت الداعم الرئيسي للمتمردين معنويًا هذا فضلاً عن كونها المورد الرئيسي للأسلحة والحليف في المناورات الدولية، وعليه لم يتفاجأ العالم عندما عندما قام الجنرال جوزيف لاقو بتهنئة رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشول بعد اندلاع حرب الأيام الستة عام 1967 حيث شنت إسرائيل هجمات وقائية ناجحة ضد القوات المشتركة لمصر وسوريا والأردن عندما حشدت هذه الدول قواتها على الحدود مع إسرائيل استعدادًا للهجوم وذلك أن لاقو قد رأى أن إسرائيل تحارب عدوه التقليدى العرب والمسلمين، وكما يقول المثل عدو عدوك صديقك، غير أن تلك العلاقة الضاربة في القدم بين الحركة الشعبية وإسرائيل لم تتوقف على الماضي فحسب وذلك أن الحركة الشعبية تحت قيادة الدكتور جون قرنق قد ذكرت في العديد من البيانات التي أصدرتها أن الحركة تتلقى التدريب والدعم العسكري من إسرائيل كما أعلن رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب قبل الانفصال أن دولتة المستقبلية سوف تكون لها علاقة رسمية مع إسرائيل، وعزَّز هذا الاتجاه تصريحات وزير الخارجية بحكومة الجنوب دينق ألور عندما دعا رسميًا الدول لفتح سفارات لها في جوبا موكدًا أن الدولة الجديدة ستكون لها علاقات دبلوماسية كاملة مع جميع بلدان العالم ملمحًا إلى إمكانية قيام علاقة دبلوماسية مع إسرائيل كما أكد وزير الإعلام ماريال بنيامين قيام هذه العلاقة قائلاً: سنقيم علاقات دبلوماسية مع أي دولة تعترف بنا، وكصديق وفي فإن دولة إسرائيل قد اعترفت علنًا بالدولة الوليدة بعد يوم واحد من إعلان الانفصال، ويقول التقرير إن هناك العديد من الفوائد المحتملة التي يجنيها جنوب السودان من عقد صداقة مع إسرائيل وذلك أنها تتصدر قائمة الدول الغنية والمتطورة تكنلوجيًا الأمر الذي يمكِّنها من الاستثمار في الموارد الزراعية والمعدنية بالجنوب، ويرى كاتب المقال إن إسرائيل ستمثل سندًا اقتصاديًا قويًا لحكومة الجنوب كما أنها ستمثل الحليف العسكري ذا القدرات التسليحية الهائلة حال اضطر الجنوب لخوض حرب قادمة مع الشمال سيما وأن الأوضاع بجنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي لم تزل في حالة غليان سياسي وأمني كما أن إسرائيل قادرة على مساعدة دولة الجنوب على الوقوف على قدميها وترميم نظامها التعليمي المنهار.

» عقودات نفط السودان
» السيل الاريتيرى فى السودان
» تحرير مايجري فى السودان